🎬 Inglourious Basterds (2009)
إخراج: كوينتن تارانتينو
بطولة: براد بيت، كريستوف فالتز، ميلاني لوران، مايكل فاسبندر، ديان كروغر
النوع: دراما حربية – إثارة – تاريخ بديل
مدة العرض: 153 دقيقة
الجوائز: فاز بجائزة أوسكار (أفضل ممثل مساعد لكريستوف فالتز)، ورُشح لـ7 جوائز أخرى
💬 مقدمة:
في عالم مليء بالأفلام الحربية التي تروي قصصًا تاريخية حقيقية، جاء كوينتن تارانتينو ليقلب الطاولة، ويكتب "تاريخًا بديلًا" للحرب العالمية الثانية. Inglourious Basterds ليس فقط فيلماً حربيًا، بل هو احتفال بالسينما نفسها، مزيج من التوتر، الدم، الفكاهة السوداء، والحوارات الحادة المتقنة. الفيلم يُظهر كيف يمكن للسينما أن تعيد تخيل العالم بطريقة مرعبة وساحرة في آنٍ واحد.
تدور الأحداث حول مجموعات متعددة من الشخصيات تتقاطع طرقهم في نقطة واحدة: ليلة سينمائية نارية تُغيّر مجرى التاريخ.
📖 القصة الكاملة:
🪶 الفصل الأول: ذات مرة… في فرنسا المحتلة
تبدأ القصة في الريف الفرنسي خلال الاحتلال النازي. نُقابل المزارع الفرنسي لاباديت الذي يعيش مع بناته. يصل الكولونيل هانز لاندا (كريستوف فالتز)، ضابط نازي من قوات الـSS يُلقّب بـ"صياد اليهود"، لتحقيق حول عائلة يهودية تُدعى "درايفوس" اختفت مؤخرًا.
لاندا، بأسلوبه المتأنّي والكلمات المصقولة، يُرهب لاباديت نفسيًا إلى أن يعترف بأنه يُخفي العائلة تحت ألواح الأرضية. يأمر لاندا بإعدامهم، ولكن الفتاة الصغيرة شوشانا دريفوس (ميلاني لوران) تنجو وتركض وسط الحقول الملطخة بالدماء، في مشهد افتتاحي يُعد من أقوى المشاهد التمهيدية في تاريخ السينما.
🪖 الفصل الثاني: الأوغاد (The Basterds)
ننتقل إلى مجموعة أمريكية سرية من الجنود اليهود تُعرف باسم "الأوغاد البغيضون" بقيادة الملازم ألدو رين (براد بيت)، الجندي القاسي ذو اللهجة الجنوبية الغريبة، الذي يُقسم على جمع "100 فروة رأس نازي" من كل فرد تحت قيادته.
هذه المجموعة تنفّذ هجمات وحشية ضد الجنود الألمان خلف الخطوط، وتُصبح أسطورتهم منتشرة بين جنود الفيرماخت. أحد أشهر أعضاء الفريق هو "الدب اليهودي" (إيلاي روث) الذي يضرب أعداءه بمضرب بيسبول حتى الموت. الفريق يستخدم الرعب النفسي والدعاية لتقويض الروح المعنوية للنازيين.
🎥 الفصل الثالث: ليلة في باريس
نعود إلى شوشانا، التي الآن تعيش بهوية جديدة كمالكة لصالة سينما في باريس باسم "إيمانويل ميمييه". تقع في دائرة اهتمام فريدريك تسولر (دانييل برول)، جندي ألماني وبطل حرب مشهور يُروّج له النازيون، وقد تم إنتاج فيلم عنه يُدعى “فخر الأمة” بطولة نفسه.
تُقرّر وزارة الدعاية النازية، بقيادة غوبلز، أن يُعرض الفيلم في صالة شوشانا. بحضور كبار قادة الحزب، بمن فيهم هتلر نفسه.
وهنا، تُخطّط شوشانا لإحراق السينما خلال العرض وقتل كبار رموز النظام النازي داخل قاعة واحدة، انتقامًا لعائلتها.
🥂 الفصل الرابع: خطة مزدوجة
في الوقت ذاته، يخطط الأوغاد لهجومهم على نفس الحدث بالتعاون مع العميلة المزدوجة والممثلة الألمانية الشهيرة بريجيت فون هيمرسمارك (ديان كروغر).
يلتقي الفريق في حانة سرّية جنوب فرنسا مع الضابط البريطاني أرشي هيكُكس (مايكل فاسبندر)، المتنكر في زي ضابط ألماني. إلا أن خطأ صغيرًا في حركة اليد (ثلاثة أصابع بدلًا من اثنين) يفضح أمرهم، ويقع إطلاق نار دامي يُقتل فيه الجميع باستثناء ألدو وجندي آخر.
لكنهم يواصلون خطتهم، ويتنكران في زي إيطاليين للوصول إلى السينما خلال العرض الكبير.
🎞️ الفصل الخامس: الانتقام الناري
في الليلة الكبيرة، يمتلئ المسرح بالضباط النازيين، ويجلس هتلر في الصف الأمامي. وفي ذات الوقت، تخبئ شوشانا وصديقها مارسل صناديق مليئة بالأفلام القابلة للاشتعال خلف الستار.
داخل المسرح، تكشف شوشانا النقاب عن خطتها عبر تسجيل فيديو يظهر فجأة على الشاشة: “أنتم جميعًا ستموتون”. بينما يتم إشعال النار، يدخل ألدو ورفيقه إلى الصالة ويُطلقان النار عشوائيًا على الحضور، في مشهد مجنون من الرصاص والنار والدخان.
ينفجر المسرح بالكامل، ويُقتل هتلر وغوبلز وكبار القادة النازيين.
💣 النهاية: كتابة التاريخ… بالدم
يتم القبض على لاندا، الذي يُقرر تسليم نفسه للأمريكيين مقابل حصانة وحياة جديدة. لكن ألدو رين يرفض منحه هذه النهاية السهلة، فيقوم بنقش شعار الصليب المعقوف على جبينه بالسكين، قائلاً له: "هذا عملك الفني، وسأجعله دائمًا".
🎬 تحليل: تاريخٌ لم يحدث… لكنه كان سيكون جميلاً
Inglourious Basterds فيلم يعيد كتابة التاريخ بأسلوب فني عنيف وعبقري. تارانتينو لا يقدم درسًا في التاريخ بل يعيد توجيه بوصلة العدالة بشكل خيالي. استخدامه للسينما كأداة قتل (الفيلم يحترق في السينما نفسها!) يرمز إلى كيف يمكن للسينما أن تكون أقوى من الرصاص.
الحوارات الطويلة المشحونة، أداء كريستوف فالتز المذهل، بناء التوتر، تنوّع اللغات (ألمانية، فرنسية، إنجليزية، إيطالية)، كلها عناصر جعلت الفيلم تحفة سينمائية متكاملة.
💬 الخاتمة:
Inglourious Basterds ليس مجرد فيلم عن قتل النازيين، بل عن قوة الخيال، السينما، والعدالة الشعرية. إنه عمل من أعمال العبقرية السينمائية، يجمع بين القسوة والفكاهة، وبين الغضب والمرح. ويطرح سؤالًا مثيرًا: ماذا لو كان بإمكاننا تغيير الماضي… هل سنفعلها هكذا؟
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire