🎬 Parasite (2019)
إخراج: بونغ جون-هو
بطولة: سونغ كانغ هو، تشوي وو شيك، بارك سو دام، لي سون كيون، تشو يو جونغ
اللغة: كورية
الجوائز: فاز بـ 4 جوائز أوسكار، من بينها أفضل فيلم، أفضل مخرج، أفضل سيناريو أصلي، وأفضل فيلم أجنبي
💬 مقدمة:
فيلم Parasite ليس مجرد فيلم عن الصراع الطبقي، بل هو مرآة تعكس الطبقات الاجتماعية المعقدة في كوريا الجنوبية – وفي العالم ككل. الفيلم يبدأ ككوميديا اجتماعية، ثم يتحول تدريجيًا إلى دراما سوداء، ثم إثارة مشوقة، ثم كارثة كاملة، كل ذلك في سرد محكم وخالٍ من الأخطاء. إنه درس في السيناريو، الإخراج، والتمثيل، ويستحق مكانته كواحد من أهم أفلام القرن.
📖 القصة الكاملة:
🏚️ الجزء الأول: عائلة تحت الأرض
نبدأ القصة مع عائلة "كيم" الفقيرة التي تعيش في قبو نصف أرضي في حي شعبي فقير بمدينة سيول. رب الأسرة كي تايك (سونغ كانغ هو) عاطل عن العمل، وزوجته تشونغ سوك (جانغ هيا جين) تعمل في خدمات الطهو المؤقتة، بينما الابن كي وو (تشوي وو شيك) والابنة كي جونغ (بارك سو دام) يكافحان في الحياة من دون وظائف ثابتة أو طموح واضح.
تعيش العائلة على الإنترنت المجاني المتسرب من الجيران وتكسب دخلها من طي علب البيتزا لشركة محلية، في بيئة متدهورة تُبرز البؤس الاجتماعي والمعيشي.
🎓 بداية الصعود: تزوير ذكي
تتغير حياة العائلة حين يزور صديق كي وو – مين هيوك – طالب جامعي يثق به ويعرض عليه العمل مؤقتًا كمدرس لغة إنجليزية لفتاة ثرية تدعى دا هاي. يعطيه خاتم الثقة ويرشحه لعائلة بارك الغنية، على أن يعتني بها أثناء سفره.
كي وو يزور قصر عائلة بارك، الذي يقع في حي مرتفع ومصمم على الطراز الحداثي من قبل مهندس معماري شهير. يُعجب به أفراد العائلة، خاصة الأم الساذجة يونغ كيو (تشو يو جونغ). كي وو ينجح في كسب ثقتها ويبدأ التدريس، ويخطط فورًا لإدخال أفراد عائلته إلى القصر دون أن يُفصح عن صلتهم ببعض.
🎭 التسلل: احتلال الطبقة العليا
-
يتم تقديم كي جونغ على أنها "جيسيكا"، معلمة فنية أمريكية الجنسية ومدربة مختصة لعلاج ابن العائلة الصغير دا سونغ.
-
ثم يتم إقصاء سائق العائلة عبر تدبير خدعة، ويحل مكانه والدهم كي تايك.
-
وأخيرًا، يتم طرد مدبرة المنزل مون غوان التي كانت تعمل منذ سنوات، ويتم إدخال الأم تشونغ سوك مكانها.
بمزيج من الخداع، التزوير، والتلاعب النفسي، تنجح عائلة كيم في التسلل الكامل إلى حياة عائلة بارك، وتصبح عائلة طفيلية تعيش على حساب الأغنياء — دون أن يلاحظ أصحاب المنزل.
🌧️ منتصف الفيلم: انكشاف الأسرار
في أحد الأيام، تسافر عائلة بارك إلى الريف للاحتفال بعيد ميلاد الطفل، فتستغل عائلة كيم الفرصة للاستمتاع بعيش الرفاهية في القصر الفاخر. لكن تُفاجأ العائلة بزيارة غير متوقعة من مدبرة المنزل السابقة التي تقول إنها نسيت شيئًا في القبو.
هنا تنقلب القصة تمامًا.
يُكشف أن المدبرة السابقة تخفي زوجها في قبو سري أسفل المنزل منذ سنوات، وهو رجل يُدعى غيونغ ساي. كانت تُطعمه وتعتني به في الخفاء عن أعين العائلة. بعد صراع بين العائلتين على من يستحق أن "يتطفل" على الأغنياء، يتم احتجاز مدبرة المنزل وزوجها في القبو بواسطة عائلة كيم.
⛈️ المطر والفيضان
تعود عائلة بارك فجأة من رحلتهم بسبب سوء الطقس. تضطر عائلة كيم للاختباء في أرجاء المنزل في مشاهد شديدة التوتر. يكتشف الأب كي تايك أن عائلة بارك لا تحترمه فعليًا بل تشمئز من "رائحته"، وهو تعليق صغير لكنه يزرع بذرة غضب داخله.
في تلك الليلة، تتسلل العائلة عائدة إلى منزلها الذي تبيّن أنه غُمر بمياه الأمطار وتحول إلى مستنقع قذر. ينامون في مركز إيواء، وهنا يتكشف عمق الهوة بين الفقر والثراء.
🎂 الجزء الأخير: يوم الميلاد والنهاية الدموية
في اليوم التالي، تُقرر عائلة بارك إقامة حفلة عيد ميلاد مفاجئة لابنهم الصغير. تُجبر العائلة كيم على المشاركة كعمال.
وفي وقت الحفلة، يتمكن غيونغ ساي من الهرب من القبو بعد موت زوجته. يُهاجم كي جونغ بسكين ويقتلها. في فوضى الحفل، يرى كي تايك رد فعل السيد بارك عندما يرفع جثة غيونغ ساي ويشمئز من "رائحته"، وهنا ينفجر داخليًا ويطعن السيد بارك أمام الضيوف ويلوذ بالفرار.
🏚️ النهاية: الجرح المفتوح
بعد المجزرة، تختفي آثار كي تايك. تبحث الشرطة عنه دون جدوى. في النهاية، يكتشف كي وو أن والده اختبأ في القبو نفسه الذي كان فيه غيونغ ساي.
يقرر الابن أنه سيعمل بجد، يكسب المال، ويشتري القصر ذات يوم ليُخرج والده من مخبئه. لكن في المشهد الأخير، نُدرك أن هذا الحلم ربما لا يكون سوى تخيل من كي وو – تمامًا كما أن الفقراء لا يملكون حق الحلم بحياة الأثرياء.
💡 تحليل: الطفيلية الاجتماعية
"Parasite" يقدّم تعليقًا حادًا على النظام الطبقي، حيث لا يوجد خير أو شر مطلق. كل الشخصيات تلعب أدوارها، وتتطفل، وتُخدع، وتخدع. الفيلم يعكس أن النظام نفسه — الاقتصادي والاجتماعي — هو الطفيلي الحقيقي.
🎞️ خاتمة:
فيلم Parasite هو تجربة سينمائية استثنائية تسير بك من ضحك بريء إلى صدمة موجعة. يرفع الستار عن عالمين يعيشان على الكوكب نفسه ولكن لا يلتقيان إلا حين يحدث الانفجار. فيلم لا يُنسى، ويترك في النفس أثرًا طويل المدى عن العدالة، والكرامة، واللامساواة.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire